Translate

السبت، 18 فبراير 2017

أنواع الوهم في المس والسحر

باسم الله الرحمن الرحيم   وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وبعد

 إن مما ابتلي به بعض الناس في زمننا هذا الوهم بالسحر والمس، فهذا يظن أنه مسحور، والآخر يرى بأنه معيون وذاك يتوهم بأنه ممسوس وينشأ عن هذه الأوهام مصائب أكثر منها وهي الذهاب هند العرافين والمشعوذين اليذين يزعمون أنهم قادرون على علاج المرضى فيزيدون بجهلهم في هلاك الناس بقولهم مثلا: أنت مسحور لأنك شربت السحر في قهوة في المكان كذا من يد امرأة بها علامة كذا، هذا الوهم أشد فتكا وتأثيرامن السحر والجنون، يقول الشيخ الزغبي وهو يصف هذه الحالات ومحذرا من عواقبها:

والوهم على دروب بالنسبة لمرض السحر والمس والعين والحسد منه:
1) الوهم بسبب المُشاهدة- المُندمج
وهذا هو الذي يُشاهد أن بعض المرضى يصرع أو يتحدث الجني على لسانه أو يرى تأثير القُرآن فيهم فيبدأ الإنفعال النفسي عنده عندما يشعر ببعض الآلآم ويبدأ وسواسه يزيد تلك الأوهام عنده فيبدأ يندمج فيما رآه ويتحول تخيله ووهمه إلى انفعالات ومنها يرى نفسه مصروعا ويتحول الوهم إلى حقيقة وكما قال شيخنا ابن عثيمين رحمه الله: "ويقوى هذا التخيل في نفسه حتى يكون كأنه حقيقة" فيرى نفسه مصروعا أو يرى أن سورة بعينها تؤثر فيه كما قال شيخنا العلامة ابن باز طيب الله ثراه : عن الذي يُصرع حينما يسمع سورة الكهف قال : إما وهم فعليه أن يتقي الله ويدع الأوهام وإما حقيقة فهو مس
2) الوهم بسبب السماع
وهذا يُعد وهم بسبب كثرة الإستماع إلى أعراض المس والسحر والحسد والعين فيجد بعض هذه الأعراض عنده فيترجمها بفهم خاطئ وتخيل في نفسه أنها أعراض سحر أو مس أو حسد وتبدأ معه مراحل الوهم فيتخيل نفسه مريضا فيصبح مريضا هذا والله أعلم
3) الوهم بسبب القراء
فهذا القارئ يقول لشخص ما أنت بك سحراً أو مس أو عين.....إلخ فيوهم الشخص بذلك ، وهذا أشبه بمن يقابل رجل ويقول له وجهك شاحب أنت مريض فيتأثر بالكلام وتراه يشتكي بأنه مريض وليس به داء، 
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: فكثرت الأوهام من الناس وصار بعض الناس كلما أُصيب قال هذا جن.
سحر الوهم
قال أبو عبدالله الرازي: سحر أصحاب الأوهام والنفوس القوية، ثم استدل على أن الوهم له تأثير بأن الإنسان يمكنه أن يمشي على الجذع الموضوع على وجه الأرض ولا يمكنه المشي عليه إذا كان ممدودا على نهر أو نحوه.....ثم قال: وما ذاك إلا لأن النفوس خلقت مطيعة للأوهام
أمور يُعرف بها الموهوم
أولا يُعرف الموهوم في حالة وهمه بالمس أو السحر أو العين...إلخ بكثرة تشكيه وسؤاله عن الأعراض
إذا قُرئ عليه شعر بأنه هو المُتحدث وأن لسانه يتكلم بهذا الكلام مع الكراهة
قال ابن عثيمين رحمه الله : ما هي إلا وساوس يلقيها الشيطان في قلبك وربما ينطق بها لسانك بدون قصد ولذلك تحس أنك مرغم على أن تنطق بها مع كراهتك الشديدة لها
أنه يشعر بالضرب: إذا ظن القارئ أن به مس وضربه فإنه يشعر بالضرب والآمه
يشعر بعدم الرضا عن نفسه بعد تلك الوساوس التي حدثت من نطقه على أنه جن......إلخ
يشعر أنه وسط الأصحاء صحيحا ووسط المرضى مريضا
عدم جدوى العلاج معه
شعوره أنه لن يستطيع أحد أن يعالجه لشدة سحره أو المس أو العين التي ابتلى بها
إفاقة الموهوم
ولكي تخرج الموهوم من وهمه فعليك بالآتي
الترغيب (والنصح والإرشاد) فقد يأتي بالترغيب والنصح والإرشاد فيكون كفاك الله مؤنة المواجهة
بالزجر والترهيب: وهناك أنواع من الناس لا تفيق إلا بالمواجهة بالحقائق وزجره بعلاجه عن طريق الرقى أو ما يميل إليه كما في طريقة المربوط - أي علاج وهمه بما يظنه؛
وعلى المُعالج دور كبير فأولاً لابد وأن يكون عنده فراسة لكي يرى أي هذه الألوان يمكن أن تجدي مع الموهوم إما بالترغيب إما بالزجر والترهيب أو بعلاجه بما يظن أنه علاج له "فعلى المُعالج الدور الرئيسي والمُهم في إنتشاله من هذا المُستنقع الذي وقع فيه الموهوم وللزيادة يراجع باب الفراسة ودور المُعالج فلقد أفاد ابن القيم رحمه الله كثيرا.
فوجود السحر (العمل) ثابت بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وإجماع من يعتبرون في الإجماع، قال تعالى: (ومن شر النفاثات في العقد ) [الفلق:4] يعني: السواحر اللاتي ينفثن في عقدهن، وقال تعالى: (ولا يفلح الساحر حيث أتى ) [طه: 69]، والآيات في ذلك كثيرة.
قلت: وعليه ينبغي للمسلمسلم ان يقوي إيمانه بالله تعالى ويحسن ثقته بمولاه ، قال تعالى: فالله خير حفظا وهو أرحم الراحمين . وفي آية: قل لن يصيبنا غلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المومنون. وفي الحديث الصحيح قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن يضروك بشيء ما استطاعوا أن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق