Translate
الثلاثاء، 10 أبريل 2012
ليست الرقية مهنة او للارتزاق
رالأخوة والأخوات الأعزاء....
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .... فهناك لبسا واضحا في فهم كثيرا من الأحاديث وتوجيهها لتحقيق مصالح بعض (الرقاة) زورا- خصوصا في هذا الزمان ومن ذلك للحذر:
أولا :فحديث عوف بن مالك الأشجعي- رضي الله عنه - قال : كنا نرقي في الجاهلية ، فقلنا : يا رسول الله ! كيف ترى في ذلك ؟ فقال : " اعرضوا علي رقاكم ،لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك " . رواهمسلم .
وللأسف الشديد ما نجد أحدا من الذين يجوزون امتهان الرقيا بقراءة القرآن إلا يحتج بهذا الحديث، بالرغم من أنه يسأل رضي الله عنه عن رقى كانت عندهم في الجاهلية!!!!! أي قبل نزول القرآن وقبل البعثة المحمدية!! أي رقى مادية من عشب وخلطات وما شابه ذلك...!! من الأمراض العادية وربما لدغة العقرب والأفعي وغير ذلك........
ومثله حديث عمرو بن حزم
ثانيا: حديث أسماء بنة عميس رضي الله عنها : حيث قال لها النبي صلى الله عليه وسلم: مالي أرى أجسام بني أخي ضارعة تصيبهم الحاجة ؟؟. قالت لاولكن العين تسرع إليه قال أرقيهم قالت فعرضت عليه فقال أرقيهم" مسلم.
وهذا معناه أن ترقيهم هي رضي الله عنها .....لأنه لو كان غير ذلك لرقاهم النبي صلى الله عليه وسلم
ثالثا: مَالِك عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ
دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ وَهِيَ تَشْتَكِي وَيَهُودِيَّةٌ تَرْقِيهَا فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ ارْقِيهَا بِكِتَابِ اللَّهِ "
أخرجه مالك في " الموطأ " ( 3 / 121 ) و ابن أبي شيبة ( 8 / 50 / 3663 ) و البيهقي ( 9 / 349
فلا يمكن أن يكون المعنى الرقيا بالقرآن .... ولا تفعل ذلك يهودية بأحب الناس الى رسول الله صلى الله عليه وسلم .....
ولكن معنى كتاب الله أي ما أحل في شرع الله أي تداويها بما هو حلال من الأدوية... وهذا مثل قوله تعالى:
(والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم كتاب الله عليكم........الآية) 24 النساء .
قال ابو جعفر الطبري في معنى (كتاب الله)=" كتب الله تحريم ما حرم من ذلك وتحليل ما حلل من ذلك عليكم، كتابا" ونقل عن جماعة من السلف بمعنى ذلك بأسانيد اليهم منها ما هو على شرط البخاري . مثل ابراهيم النخعي ومحمد بن سيرين.... (راجع تفسير الآية في تفسير الطبري). وهذا المعني هو الأقوى ذلك كونها كافرة يهودية فقد خشي الصديق أن تداوي عائشة بما هو حرام من الأشربة أو الأطعمة وغيرها من الأدوية ... وهذا معنى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله جعل لكل داء دواء فتداووا ولا تداوا بحرام" رواء أبو داوود وغيره بنفس المعنى ...
وربما كانت يهودية قبل أن تسلم ثم أسلمت فيما بعد !! لأن تعبير " كتاب الله يقصد به شرع الله !!.
إذا فمعنى الرقيا أي العلاج بالدواء العادي من أعشاب وغيره...
مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم في وصف السبعين ألفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب: "إنهم لا يسترقون ولا يكتوون...." الحديث بطوله متفق عليه.
وليس بالقرآن ولو كان بالقرآن لكانت عائشة رضي الله عنها أولى الناس بذلك فهي زوج النبي صلى الله عليه وسلم, أقرب نسائه إليه ، الصديقة ابنة الصديق المبرأة من فوق سبع سماوات...............
ومع أنه ثبت أن عائشة رضي الله عنها كانت عالمة بالطب(في سيرتها للذهبي كثيرا من الآثار بذلك).
ولا يمكن أن يكون المعنى أن اليهودية على دينها ترقي بالقرآن فهذا لا يعقل أبدا وحيث أن اليهودية على دينها وهي تقول (افتراه ... مع أنها تعلم أنه الحق من رب العالمين...)
وهذا غير السؤال عن شيء من التفسير .. وربما يطول شرح ذلك وليس هذا محله.......
رابعا:
وَعَنْ عَائِشَة " أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَأْمُرهَا أَنْ تَسْتَرِقِي مِنْ الْعَيْن " .
أي ترقي عائشة نفسها من العين حيث تصاب بها كثيرا خصوصا لمنزلتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم ....
وليس كما يظن البعض أن تلتمس راقيا ولو كان ذلك لرقاها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا :
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى فِي بَيْتِهَا جَارِيَةً فِي وَجْهِهَا سَفْعَةٌ فَقَالَ : "اسْتَرْقُوا لَهَافَإِنَّ بِهَا النَّظْرَة"َ متفق عليه.
قوله صلى الله عليه وسلم: "استرقوا لها" لا يعني إلا ارقوها !!! وإلا فبيت النبوة أولى أن يرقي بكتاب الله! ولو كان المعنى أن يلتمسوا من يقرأ عليها لرقاها هو صلى الله عليه وسلم...
خامسا: أجاز بعض أهل العلم للراقي بما هو جائز أن يرقي وينشر , وهو منقول عن سعيد بن المسيب ومالك...: فالراقي بما هو جائز من الأدوية أن يصاحب ذلك بالأدعية والذكر والتوكل على الله حيث أن الدواء بذاته لا ينفع ولا يضر إلا بإذن الله ولا حول ولا قوة إلا بالله..... والله أعلم.
فكل إنسان أولى أن يرقي بتلاوة آيات الله على نفسه وإن كان لا يحفظ شيئا فيرقي بالفاتحة أو يرقيه به أقرب الناس له....
أولا:أنه لم يؤثر عن أحد من الصحابة التخصص في الرقيا من الجن والسحر والعين ... والله تعالى يقول:
( وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) التوبة 100.
ثانيا:"أن ناسا منأصحاب النبيصلى الله عليه وسلم أتوا على حي من أحياءالعربفلم يقروهم فبينما هم كذلك إذ لدغ سيد أولئك فقالوا هل معكم من دواء أو راق فقالوا إنكم لم تقرونا ولا نفعل حتى تجعلوا لنا جعلا فجعلوا لهم قطيعا من الشاء فجعل يقرأ بأم القرآن ويجمع بزاقه ويتفل فبرأ فأتوا بالشاء فقالوا لا نأخذه حتى نسأل النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه فضحك وقالوما أدراك أنها رقية خذوها واضربوا لي بسهم" متفق عليه.
فلو كان التخصص بذلك جائزا أو حتى معروفا : لكن ذلك الصحابي (والراجح أنه أبو سعيد الخدري ) من أولى الناس به بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثالثا:
عن سُلَيْمَانُ بْنُ صُرَدٍ قَالَ
اسْتَبَّ رَجُلَانِ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِوَسَلَّمَ وَنَحْنُ عِنْدَهُ جُلُوسٌ وَأَحَدُهُمَا يَسُبُّ صَاحِبَهُمُغْضَبًا قَدْ احْمَرَّ وَجْهُهُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُعَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" إِنِّي لَأَعْلَمُ كَلِمَةً لَوْ قَالَهَا لَذَهَبَعَنْهُ مَا يَجِدُ لَوْ قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِالرَّجِيمِ" فَقَالُوا لِلرَّجُلِ أَلَا تَسْمَعُ مَا يَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنِّي لَسْتُ بِمَجْنُونٍ.
فالشاهد: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لَوْ قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِالرَّجِيمِ" ولم يقل لو قال أحد عليه أو قرأ عليه القرآن .............الخ.
رابعا: وذكرابن عبد البر فيالتمهيدوعنسحيم بن نوفل قال كنا عند عبدالله نعرض المصاحف فجاءت جارية أعرابية إلى رجل منافقالت أن فلانا قدلقع مهرك بعينه وهويدور في فلك لا يأكل ولا يشرب ولا يبول ولا يروثفالتمس له راقيا فقال
عبدالله لا نلتمس له راقيا ولكن ائته فانفخ فيمنخره الأيمن أربعاوفي الأيسر ثلاثا وقل لا بأس أذهب الباس رب الناس اشف أنت الشافي لا يكشف الضر إلاأنتفقامالرجل فانطلق فما برحنا حتى رجع فقال لعبدالله فعلت الذي أمرتني به فما برحت حتىأكل وشرب وبالوارث .
فأمر عبد الله بن مسعود صاحب المهر أن يرقيه بنفسه. أَمَّن
خامسا:
صاحب الحاجة أقرب إلى الإستجابة من راقي يرقي بالأجر أو غيره لأن الله تعالى يقول:
(أَمَّنيُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْخُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ)النمل62..
أما ما كان من رقيا مادية من حجامة أو عشب أو كي فنعم .. فقد ثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وهو من الرقى ..... فلا يوجد ما يمنع شرعا من الإختصاص بذلك وذهاب الناس اليه وطلب الدواء عنده ...
لذا فالصحيح الثابت أنه لم يتخصص أحد برقيا الناس على عهد رسول الله ولا بعده ولا في القرون الخيرية ممن هو معتبر يقتدى به من أهل العلم والتقوى ... وجل ما فعله بعض أهل العلم هو القراءة لمرة أو مرات قليلة!! والمحزن أن البعض ينسب ذلك للإمام أحمد....مع أنه كان شديد الفرار من تزكية نفسه ... بل وأين الفراغ الذي كان للإمام ليفعل ذلك !! وربما جاء الرجل من خرسان فيمكث شهورا حتى يتسنى له الدخول على الإمام !! رحمة الله عليه....
أما ما يفعله البعض في هذا الزمان من الإختصاص بالرقيا بالقرآن واتخاذ ذلك مهنة له : ويجوز لنفسه بذلك –كضرورة- الإختلاء بالنساء والإمساك بهن بزعمهم إن ذلك ضروري للعلاج... بل والضرب المبرح !! لإخراج الجن...
ويتقاضى أجرا على ذلك ! ومنهم من يتقاضى مبالغ باهظة جدا من الغرباء خاصة !! فمنهم من تقاضى مبلغ ألفي دينار أردني من مسلم فرنسي من أصل جزائري !! وقد رأيت هذا الشخص وجالسته مرارا وشكى لي أنه لم يشعر باي تغيير !!
بل لم يكن يعاني من شيء غير عادي أصلا !! غير أنه لم يكن ملتزما ثم تاب والتزم والحمد لله , لذا يبدو أن الشيطان اجتهد عليه ومكر به بشكل أشد ! وقد نصحناه بقراءة القرآن والأذكار والإستمرار في ذلك.......الخ.
وقد اتصل بعض الأخوة في الله مع ذلك الراقي ليستفسر عن سبب تقاضي ذلك المبلغ فما كان منه إلا أن أجابه بالشتم والسباب وأقذر الكلام !!!
وللأسف يتهافت البعض عليه وطلب الرقيا بالقرآن عنده !!
نفعنا الله وإياكم وشفانا ومرضى المسلمين من كل سوء... والله أعلم والله الموفق...
.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق